لفتت صحيفة "البعث" السورية إلى أن "الأفعال المشينة التي سجلت خلال الأيام القليلة الماضية والكلمات التي رفعت السقوف وتجاوزت حدود اللباقة الدبلوماسية، بدءاً بسحب دعوة إيران لحضور مؤتمر جنيف بعد ساعات من دعوتها، مروراً بإيقاف طائرة الوفد السوري في مطار أثينا ومن ثم الاعتذار، وثالثاً محاولة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقاطعة رئيس الوفد السوري وليد المعلم عدة مرات خلال إلقاء كلمته في جلسة الافتتاح، أضف إلى ذلك استبعاد المعارضة الداخلية وبعض الخارجية والاكتفاء بائتلاف الدوحة للمشاركة في المؤتمر، كل ذلك لم يكن محض صدفة وإنما جاء وفق مخطط مدروس من أميركا وحلفائها لإضفاء حال من الإرباك وممارسة مزيد من الضغوط على سوريا، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية عجز عن تحقيقها المستعمرون والمستعربون خلال السنوات الثلاث الماضية ويريدون الخروج من النار التي أشعلوها بنقاط تحفظ ماء وجههم خلال انسحابهم"، مضيفة: "عليه وضعت أميركا كل ثقلها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فجاءت بالمعارضة التي صنعتها لتكون ممثلتها على طاولة المفاوضات لتقدّم لائحة مطالب عالية السقوف علها تحصل في النهاية على شيء يستر عورتها ويغطي على فشلها في المشروع الاستعماري الجديد المتمثل بإسقاط سوريا الدولة والدور، وأعطت لوزير خارجية نظام آل سعود (الأمير سعود الفيصل) كلمة أخيرة ليفضي ما في جعبته من أحقاد دفينة ضد سوريا، لكن اللافت أن الأمير الخرف أكد للعالم أنه أصبح منتهي الصلاحية عندما أضحك العالم بمخاطبته (رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد) "الجربا" بـ"فخامة الرئيس" الأمر الذي أثبت بالدليل القاطع أن الفيصل لا يدري ما يجري من حوله وأنه سيكون أول من يستغنى عنه خلال وقت قريب".
وأضافت الصحيفة في مقال لها: "من هنا فإن موافقة أميركا على عقد جنيف 2 لم تكن لصحوة ضمير أو لرغبة في الانتقال بسوريا إلى دولة عصرية تكون أنموذجاً يحتذى من كل دول المنطقة، فمعلوم أن هذا سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى نهاية أنظمة الخليج التي ما زالت تحكم العباد بحد السيف وبقوانين أكل الدهر عليها وشرب، فحقيقة الأمر أن ما جعل واشنطن تهرول إلى جنيف، وبطبيعة الحال فإن ذلك يشمل حلفاءها وأدواتها في المنطقة، أمران لا ثالث لهما، الأول: الصمود الأسطوري لسوريا جيشاً وقيادةً وشعباً والذي كشف الربيع العربي على حقيقته بأنه مشروع صنعه الغرب لتقسيم المنطقة، والثاني: اتساع رقعة الإرهاب لتشمل مناطق بعيدة بدءاً بتركيا التي موّلته وقدّمت له كل أشكال الدعم، وهناك مؤشرات تدلل على قرب تواجده في أوروبا وأميركا، وهذا ما كشفت عنه مصادر أمنية غربية عن تدريب تنظيم القاعدة الإرهابي لأوروبيين على تنفيذ عمليات تخريبية في بلادهم"، لافتة إلى أنه "مما تقدم فإن إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية لم تعد ضرورة بالنسبة لسوريا فحسب وإنما باتت ضرورة ملحة للعالم برمته، وهذا ما تعلمه أميركا وحلفاؤها علم اليقين، ويعلمون أيضاً أن سوريا تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، ولن يطول الزمن حتى يعودوا إلى الحكومة السورية لطلب المساعدة في مكافحته قبل أن يضرب عقر دارهم، وبالتالي سواء خرج جنيف 2 بمقررات تنهي الأزمة أم لم ينجح فإن الحل سيضبط وفق ما تريده دمشق، فسوريا قادرة على دحر التكفيريين عن أراضيها بمساعدة أصدقائها الحقيقيين".
ورأت أنه "لن يطول الوقت حتى يدرك الغرب هذه الحقيقة، وعندها سيلملم المتآمرون أوراقهم ويتركون الشعب السوري لتقرير مصيره بنفسه ليرسم مستقبلاً أفضل يحقق طموحاته من خلال حوار وطني جامع تحت سقف الوطن في عالم متعدد الأقطاب أكثر توازناً كان لسوريا الدور الأكبر في ولادته".